القراءات القرآنية في المحکم والمحيط الأعظم لابن سيده ت 458ه‍ دراسة صوتية صرفية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة

المستخلص

الحمد لله الذي شرف العربية بأن أنزل بها قرآناً غير ذي عوج استقامت به وحُفظت، وسادت على لغات الأرض وبقيت، حمداً له أن أکرم أهل القرآن بالقرآن، وخلق الإنسان وعلمه البيان، وأخرس بالقرآن کل لسان ناطق بالبهتان في کل زمان ومکان.
والصلاة والسلام على أکرم العرب نسباً وخلقاً، وأفصحهم لساناً، وأکملهم بياناً، الداعي إلى دين الله بالحجة والبرهان، وعلى آله الأطهار وأصحابه الأبرار وورثته الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار. 
أما بعد
فإن أفضل ما اشتغل به المشتغلون من العلوم، وقضيت فيه الأوقات، وأفنيت فيه الأعمار، وأعملت فيه القرائح، کلام الله U تلاوة وتعلماً وتعليماً، ودراسة کل ما يعين على تدبره وفهمه، ولما کانت العلوم تشرف بموضوعاتها، فإن الدراسات القرآنية عامة، وعلم القراءات خاصة أجل هذه العلوم وأشرفها؛ لتعلقها المباشر بکتاب الله U وقد وجد فيه الأئمة کنزاً لا ينفد، ومعيناً لا ينضب، ورَوَاءً لا ينقطع، فعلم القراءات وما يتصل به من جوانب لغوية يعد من الرکائز الأساسية في علوم اللغة المختلفة.
وإذا کان القرآن الکريم مصدراً أصيلاً من مصادر اللغة العربية ودراستها لغة ونحواً، فالقراءات القرآنية متواترها وشاذها تعد أغنى مواد اللغة في إثراء الدراسات اللغوية والنحوية، وهي "منبع غزير يثري اللغة، ويمدها بالنمو والحياة لتصمد أمام التيارات الفکرية على اختلاف العصور والأزمنة، والقراءات سجل واف للغات العرب ولهجاتها، فإذا أردنا أن نقارن بين هذه اللهجات أو هذه اللغات من حيث النمو أو التطور فإننا نجد خير معوان لنا في تحقيق هذا الغرض هو کتب القراءات.

وقد اعتمد أصحاب المعاجم على القرآن الکريم وقراءاته، کما اعتمدوا على الحديث النبوي الشريف وکلام العرب شعراً ونثراً، ومن هؤلاء ابن سيده، فمن يقرأ کتابه المحکم والمحيط الأعظم يتبين له أنه کان على جانب کبير من العلم بالقراءات، ولعله أخذ علمه بها من إقامته بمدينة (دانية) التي اشتهرت بأن أهلها أقرأ أهل الأندلس ؛ لأن أميرها مجاهداً العامري کان يستجلب القرّاء ، ويتفضل عليهم، وينفق عليهم الأموال

وقد تعددت الدراسات اللغوية حول القراءات القرآنية في معجمات اللغة، ويأتي بحثي هذا خطوة متواضعة، وإسهاماً يسيراً في حقل الدراسات اللغوية المعنية بذلک، وجاء ليناقش مستويين من المستويات اللغوية هما، المستوى الصوتي، والمستوى الصرفي؛ لنقف على جوانب الاختلاف بين القراءات في المحکم والمحيط الأعظم لابن سيده، ومن هنا آل عنوان البحث إلى (القراءات القرآنية في المحکم والمحيط الأعظم لابن سيده ت 458هـ دراسة صوتية صرفية)
 
واقتضت طبيعة البحث أن أقسمه إلى مقدمة وتمهيد وفصلين وخاتمة وفهارس، فالمقدمة: تحدثت فيها عن الموضوع وأهميته وأسباب اختياري له وخطته. والتمهيد: تحدثت فيه عن ابن سيده والقراءات القرآنية. والفصل الأول: تحدثت فيه عن منهج ابن سيده في عرض القراءات القرآنية وتوجيهها وترجيحها. والفصل الثاني: تحدثت فيه عن الظواهر الصوتية والصرفية في القراءات القرآنية في المحکم والمحيط الأعظم لابن سيده. والخاتمة: ذکرت فيها ما توصلت إليه من نتائج في هذا البحث.
وبعد. فهذا هو عملي وهو جهد المقل، حاولت فيه ـ على قدر المستطاع ـ أن أخدم اللغة العربية من خلال القراءات القرآنية وتوجيهها، ولا أدعي فيه الکمال، فالکمال لله وحده، ولرسوله محمد r وسائر الرسل والأنبياء، والنقص شأن الإنسان، وأستغفر الله مما ندَّ به القلم أو زلَّ، ومما غاب عن الفکر أو ضلَّ، کما أسأل الله تعالى أن يعفو عنى بکل خطأ غير متعمد وقعت فيه، وبکل سهو غير مقصود فاتني استدراکه، وأن يحفظني من الخطأ والزلل في السر والعلن، وأن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الکريم، إنه نعم المولى ونعم النصير.
 

الكلمات الرئيسية