الأضواء الساطعة على بناء النبى ( صلى الله عليه وسلم ) بالسيدة عائشة – رضى الله عنها – وهى فى سن التاسعة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم الحديث وعلومه کلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بقنا

المستخلص

لا ريب أن السنة المطهرة هى المصدر الثانى من مصادر التشريع فى ديننا الإسلامى الحنيف، وعلاقتها بالقرآن الکريم وثيقة ، فهى توضح المبهم وتقيد المطلق وتخصص العام ، وتجلى للأذهان الکثير مما خفى عنها من معانى القرآن ومقاصده ، وإذا کان القرآن الکريم على إعجازه قد قصده أعداء الإسلام بالافتراءات، فلا يُستبعد أن يوجد للسنة أعداء – مسلمين وغير مسلمين – أيضاً، يريدون النيل من علو مکانتها  .
إن أعداء السنة فى کل مکان وفى أى زمان، لا يزالون يتربصون بها الدوائر، سهام کيدهم قاصده ، وأصواتهم مرتفعة ، وأقلامهم الخبيثة راصدة ، تقرأ وتسمع وتشاهد الکثير من ألفاظ العداء لسنة سيدنا رسول الله e، کل ذلک بکيفيات ومناهج متنوعة من قِبَلِهم فى القدح واللمز، فالقدح فى الأسانيد من رُواة وکيفية رواية، إلى القدح فى المتون بعدم اعتناء السابقين من المحدثين بها، مع اللمز بمخالفتها العقل والنقل والواقع المعاصر والتاريخ – على حد زعم بعضهم – هو شأنهم وشغلهم  .
لکن المتأمل فى تلک الافتراءات يلحظ أن کثيراً منها ، ماهو إلا تکرار لأقوال من سبقهم فى العداء ، کما يلحظ أن بعضها حديث النشأة ، وليد العصر الحاضر ، الذى کثر فيه اللغط ، وانتشر فيه الحرص على نقد – ونقض – ما صح من أسانيد ، وما ثبت من متون  .
على هذه الشاکلة المُحْدَثة القبيحة ، جاء القدح فى الحديث موطن الدراسة والبحث ، وهو حديث زواج النبى e بالسيدة عائشة رضى الله عنها وهى فى سن السادسة ، وبنائه بها وهى فى سن التاسعة ، هذا الحديث وتلک الحادثة رغم الصحة والثبوت ووضوح المعنى ، لکنه لم يسلم من سهام أعداء السنة أن تُصَوَّب تجاهه ، فإذا ببعضهم يتخذ الحادثة عرضةً للسخرية والاستهزاء ؛ إذ کيف – على حد قولهم وقصدهم کما سيأتى- لرجل مسن على علو قدره وعظم مکانته أن يتزوج بفتاة صغيرة ، إنها – على حد لمزهم – مظاهر الشهوة الجسدية المتحکمة ، هکذا يُفْتَرى على رسول الله e ، وأعداء آخرون إذا بهم يتقوَّلُون على الحديث بما يعارض قبوله ، زاعمين أن لديهم من الأدلة النقلية والعقلية ما يدعم توجههم فى الرد لمضمون الحديث ، ليس حرصاً على الرد لذاته ، وإنما دفاعاً عن رسول الله e حسبما نص عليه بعضهم
إذا کان هذا موقف أعداء السنة مما ثبت منها ، فإن من الواجب على المشتغلين بها وبعلومها دراسة وبحثاً – أکثر من غيرهم – الذَّبَ عن حياضها ، والوقوف فى وجه أعدائها ، بمنهج علمى واضح ، ودراسة دقيقة نزيهة ، حتى يظهر الصواب ، ويُکشف عن وجه الحق النقاب ؛ لأجل هذا جاء هذا البحث ، وعلى نحو ما ذکرتُ کانت الخطى فى الدراسة ، التى جاءت فى مقدمة  وثلاثة مباحث وخاتمة :
المبحث الأول : أقوال المُحَرِّفين لمضمون الرواية والرد عليهم  .
المبحث الثانى : أقوال الرَّادِّين للحديث والرد عليهم  .
المبحث الثالث : أدلة الرادِّين لمضمون الحديث والرد عليهم  .
 وأما الخاتمة فقد ذکرت فيها أهم النتائج التى تضمنها البحث 0
وذيلت ذلک بفهرس للمراجع العلمية التى استقيت منها مادة البحث 0
والله عزوجل أسال التوفيق والسداد، فيما قصدته من دفاع عن سنة خير العباد.
 
 
 

الكلمات الرئيسية