الأنموذج التطبيقى فى التراث البلاغى عرض ودراسة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد فى کلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة المملکة العربية السعودية

المستخلص

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريک له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما کثيرا؛ أما بعد.
فقد اشتمل التراث البلاغي على نماذج متميزة، طبق فيها العلماء ما استنبطوه من قواعد بلاغية على آي من الذکر الحکيم، وبعض الأحاديث النبوية الشريفة، والنصوص الأدبية البليغة من الشعر والنثر.
من مثل ما ورد في تطبيقات الرماني، والخطابي، والباقلاني على الإعجاز، وتطبيقات عبد القاهر على نظرية النظم، وتطبيقات الزمخشري في تفسيره، وابن الأثير في المثل السائر، والعلوي في الطراز، وشرح العلماء للبسملة باعتبار قواعد البلاغة، والأنموذج التطبيقي على قواعد البلاغة والفصاحة في المفتاح والإيضاح، وما ختم به الطيـبي کتابه التبيان من تطبيق على حديث معاذ t، ورسالة السيوطي المسماة (فتح الجليل للعبد الذليل) التي استخرج فيها من آية واحدة عشرين ومائة نوع من أنواع البديع، وغيرها.
وهي نماذج متعددة، ومتنوعة، ومواکبة لمسيرة البحث البلاغي منذ نشأته، وفي عرضها ودراستها إبراز لجهود المتقدمين، وإثراء للدرس البلاغي على حد سواء.
ولا يخفى ما للجانب التطبيقي في الدرس البلاغي من أثر بالغ في تربية الذوق، وتنمية ملکة النقد للتمييز بين طبقات الکلام، والاهتداء إلى مواطن الجمال فيها، مما يعين على فهم کتاب الله تعالى، وسنة نبيه r، والتمرس بأساليب العرب شعرا ونثرا.
وکان من دواعي البحث في هذه النماذج أنها تطبيقات عملية لأصول البلاغة، ومقاصدها العامة، ومسائلها الدقيقة بفهم العلماء، واستنباط البلغاء.
وهو ما يدفع عن البلاغة العربية تهمة أنها بلاغة تفصيلية لا تعنى إلا بجزئيات النصوص باعتبارها شواهد على ما يستنبط من مسائل البلاغة؛ کما يدفع عنها تهمة أنها بلاغة تقريرية تعنى بالبحث في الأصول والمسائل، وتغفل جانب الدرس والتحليل، واستنباط الخصائص والأسرار.
إضافة إلى أن هذه النماذج لم تدرس دراسة مستقلة تفردها بالبحث والتحليل، وإن عرض لبعضها في دراسات تاريخ البلاغة، أو في البحوث التي عنيت بالشواهد البلاغية بما لا يغني عن دراستها في سياق التطبيقات التي اتخذ العلماء منها أنموذجا في الدرس البلاغي.
وقد جاء هذا البحث في مقدمة، وتمهيد، وثلاثة فصول، وفهارس؛ على النحو الآتي:
المقدمة: وتشتمل على أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وخطته، ومنهجه.
التمهيد: مفهوم الأنموذج التطبيقي، ومصادره في التراث البلاغي.
الفصل الأول: الأنموذج التطبيقي على آي الذکر الحکيم.
الفصل الثاني: الأنموذج التطبيقي على الحديث الشريف.
الفصل الثالث: الأنموذج التطبيقي على الشعر العربي.
الخاتمة: وفيها خلاصة البحث، وأهم نتائجه.
فهرس المصادر والمراجع.
فهرس الموضوعات.
وحسبي أنِّي حاولت جاهدا – على کثرة الشواغل – تقديم هذه النفائس من تراث أولئک الأعلام، وما توفيقي إلا بالله عليه توکلت وإليه أنيب.


 

الكلمات الرئيسية