الآلهة المدَّعاة في القرآن الکريم دراسة بلاغية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ البلاغة والنقد المساعد في کلية اللغة العربية بأسيوط

المستخلص

فقد سجل القرآن الکريم تاريخ البشرية الطويل ، وأشار إلى کثير من عاداتهم وعباداتهم بأسلوب معجز دقيق ، ومن بين هذه العادات السيئة التي سجلها وأبطلها وسفهها ووبخ أهلها عليها ، عبادة غير الله تعالى ، واتخاذ الأنداد من دونه تعالى ، وقد اتخذت عبادة غير الله تعالى صورا متعددة ، وألواناً متمايزة ـ ولکنها تلتقي حول هدف واحد ، وهو الکفر بالله تعالى وإشراک غيره معه في العبادة والتأليه ـ کعبادة الأصنام ، وعبادة الجن ، وبعض اليهود اتخذت عزيراً ابناً لله تعالى کما عُبدت الکواکب والعجل إلى غير ذلک من الآلهة المزعومة ، والأرباب المکذوبة ، التي عنَّ لعابديها أن يعبدوها ويتقربوا إليها ظنا منهم أنها تنفع وتضر ، وتنصر وتخذل ، وتعز وتذل ، وتجيب من دعاها.
وقد أخذت هذه الآلهة المدعاة حيزا کبيراً في کتاب الله تعالى فقد ذُکرت أسماؤها کاللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى وغير ذلک ، وأُکثر من وصفها فهي التي لا تسمع ولا تبصر ، ولا تضر ولا تنفع ، ولا تنصر نفسها فضلا عن نصرة عابديها ... ازدراءً وتسفيهًا لها ، وحطا من منزلتها ، وردًا على عابديها ، وتقريعًا لهم على عبادتها ، فليس في ذکرها شرف لها ، ولا إعلاء ، من قدرها ، وإنما هذا أشبه بالمجرم التافه الذي لا يذکر على صفحات الجرائد والإعلام إلا لأنه قاتل أو خائن أو مرتکب جرماً ؛ وفي هذا خطاب للعقول ، لإعادة النظر في المفاهيم الخاطئة ، والموروثات المغلوطة حتى يستقل الإنسان في فکره فيتبع الرأي القويم ويعرض عن ساقطه ومعوجه .
وقد رسم القرآن الکريم لهذه الآلهة صوراً غاية في القبح ومشاهد في نهاية العجز والضعف تمثل واقعها المُذْرِي ، وضعفها وعجزها اللامتناهي ، وتجعل من يتأملها يرجع عن غيه ويثوب إلى رشده .
وقد جاءت خطة البحث على النحو التالي :
بعد جمع الآيات القرآنية الخاصة بالحديث عن الآلهة المدعاة تطلب الأمر تقسيم البحث ثلاثة مباحث على النحو التالي :
المبحث الأول : الآلهة المدعاة التي ورد ذکرها في القرآن الکريم.
المبحث الثاني : التعبير عن هذه الآلهة بضمير العقلاء.
المبحث الثالث : الأمثال المضروبة في القرآن الکريم لهذه الآلهة.
ومن الله استمد العون وأستلهم التوفيق ، وهو المستعان وعليه التکلان.

الكلمات الرئيسية