الخلافة العباسية في قوص (737-740ه‍/1337-1340م) The Abbasid Caliphate in Qus (737 - 740 AH / 1337-1340 AD)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ والحضارة في كلية اللغة العربية بجرجا جامعة الأزهر جمهورية مصر العربية.

المستخلص

الملخص  
إن فكرة إحياء الخلافة العباسية في القاهرة سيطرت على العديد من القادة الذين حكموا مصر؛ لمكانتها الدينية والدنيوية، وبدأ هذا الأمر في عهد الأمير أحمد بن طولون، ثم جاء من بعده كافور الإخشيدي، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل، وظل الأمر على حاله حتى سنة (656ه‍/ 1258م) هذا العام الذي استطاع المغول فيه إسقاط الخلافة العباسية، ومن ثم القضاء على خليفة المسلمين آنذاك المستعصم بالله العباسي.
بوفاة الخليفة اعتقد الجميع أن الخلافة العباسية ذهبت بلا عودة وأصبح المسلمون بلا خلافة ولا خليفة، حتى جاءت الفرصة سانحة أمام السلطان الظاهر بيبرس؛ فقد وصل إليه بعض أفراد البيت العباسي والذي عُرف بعد ذلك بالمستنصر بالله، فقام بإثبات نسبه الشريف أمام القضاة وبشهادة الشهود، ونجح في إحياء الخلافة العباسية في القاهرة - الحلم الذي راود الكثير ممن سبقه في حكم مصر- آنذاك، وكان أول خليفة عباسي هو الخليفة المستنصر، إلا أنه خرج في حملة عسكرية لمحاربة التتار، لكنها أسفرت عن مقتله، ومن ثم جاء من بعده أبو العباس أحمد والذي لقب  ب‍ الحاكم بأمر الله، وكان قد تولى من سنة (659- 701ه‍/ 1259-1302م)، ثم أعقبه في منصب الخليفة ابنه المستكفي بالله العباسي والذي ظل في منصبه من سنة (701- 740هـ/ 1302- 1340م)، قضى من بين هذه المدة قرابة ثلاث سنوات في الصعيد الأعلى حيث مدينة قوص العامرة، فقد عاش فيها، والتقى بقضاتها، وعلمائها، وكان يخطب له على المنابر حتى وافته المنية هناك، الأمر الذي جعله ينجح في الحفاظ على منصب الخليفة في نسله، وولى العهد لابنه أحمد أمام قاضي قوص، وأربعين عدلا، وبهذا يكون قد أفسد مخطط السلطان الناصر محمد بن قلاوون في تنصيب الواثق حتى وإن تولى الواثق بعض الوقت لكنه لم يستمر كثيرًا؛ وذلك لتمسك القضاة بالبيعة التي تمت في قوص، مما يؤكد أن الخليفة كان يتمتع بكافة حقوقه الدينية والسياسية.

الكلمات الرئيسية