إِعْلامُ الطَّالِبِ بِمَـا لَهُ مِنْ حَـقٍّ وَمـَـا عَلَيْهِ مـِنْ وَاجـِـبٍّ ( المرحلة الجامعية ) دراسة تأصيلية من واقع السنة النبوية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية أصول الدين والدعوة بأسيوط/جامعة الأزهر کلية العلوم والآداب بشروره /جامعة نجران

المستخلص

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه ومن ولاه وبعد ,,,
فإنَّ العَمَلِيَّةِ التَّعْلِيمِيَّة تَرْتَکِزُ عَلَى مُرتَکَزَاتٍ ثَلاثٍ هي :الطَّالبِ, والمُعَلِّم, ومُؤسَّسَاتٍ تَعْلِيمِيَّةٍ بِمَا تَحْوِيهِ مِنْ مُتَطَلَّبَاتٍ بَشَريَّة , ومَادِّيَةٍ, والطَّالب هُوَ أَهَم هَذِهِ المُرْتَکَزَات, والهَدَف الأَسْمَى فِي العَمَلِيَّةِ التَّعْلِيمِيَّة, فهو حَامِل رَايَةِ العِلْمِ وشُعَاعَ الأَمَلِ للمُجْتمَعِ کُلِّهِ في حَاضِرِهِ ومُسْتَقْبَلِهِ, وهو الطَّرف الأحقُّ بالرِّعَاية والعِنَايَةِ, لِضعْفِ إدراکِهِ, وحَاجتهِ المادِيَّة والمعنَويَّةِ .
ومِنَ المعلُومِ أنَّ الطَّالبَ جُزءٌ مِن مُجتَمَعِهِ, وَلا يَکُونَ عُضواً فَاعِلاً أَوْ لَبِنَةً صَالِحَةً فِي بِنَاءِ وَطَنِهِ, إِلَّا إِذَا حَصَلَ عَلى کَامِلِ حُقُوقِهِ؛ وأدَّى مَا عَليه مِنْ واجباتٍ لمن حَولَه, وإذا قَام أفرادُ المُجْتَمعِ بواجِبَاتِهِمْ تِجَاهَ الطَّالبَ وتَوَلَّوهُ بِالرِّعَايَةِ ومَنَحوهُ حَقَّهُ, وعَرِفَ الطَّالِبُ وَاجِبَهُ تِجَاهَ نَفْسِهِ, ومعلميهِ ورُفَقَاءهِ, ومُجْتَمَعِهِ, ووطنهِ, تَحَقَّقتِ الغَايَةُ المَرْجُوَّةِ, والهَدَفَ الأسْمَى مِنْ العَمَلِيَّةِ التَّعْلِيمِيَّةِ, وبِهَذَا تُبْنَى الأُمَمُ وتَتَقَدَّمُ المُجْتَمَعَاتِ .
ولا شَکَّ أنَّ السُنَّة النَّبويةَ أَوْلَتْ طَالِبَ العِلمِ عِنَايَةً واهْتِمَامَاً نَابِعَاً مِنْ عِنَايَةِ الإسْلامِ بِالعِلْمِ وأَهْلِهِ, إِذْ الأُّمة کُلُّهَامَدْعُوَّةٌلإِعْزَازِالعِلْمِ،وإِجْلالِالعُلَمَاءِ،وتَوفِيرِ سُبُلِهِ, وتَهْيئةِ الأَجْواءِ المُنَاسِبَةِ لَهُ, وهو المقصود الأعظم من کتابة هذه السطور .
 أهمية البحث :
 

·     تَظْهَرُ أَهَمِّية البَحث مِنْ خِلالِ أَهَمِّيَة مُتَعَلَّقه وهُو [طالب العلم], إذْ هُوَ الِمحْور الأَسَاسُ الَّذِي تَرتَکِزُ عَلَيهِ العَمَلِيَّة التَّعلِيمِية, والغَايَةِ العُظْمى مِنْهَا, وبيان مَا لَهُ من حق وما عليه من واجب .
·     ربطت الدراسة الحقوقُ والواجبات للطالب بِعَقِيدتهِ, وإيمَانِهِ, مِمَّا يُضفِي عَليهَا ثَوْبَ التَّعْظِيمِ, والقَدَاسَةِ, والإجْلَالِ, لکونها نَابعِةً مِنْ کِتَابِ اللهِ وسُنَّة رَسُولِهِ r.
·     جَمعَت الدِّرَاسَةُ مَا تَفَرَّقَ في غَيرهَا في عَمَلٍ عِلْمِيٍّ واحِدٍ .
·     اعتماد الدراسة في التأصيل على ما اُحتُجَّ به من الأحاديث والآثار , دون الضعيف والموضوع .

أهداف البحث
تَتَلَخَّص اهداف الدراسة في نقاط أهمها   :
1    - الإسهام في حلِّ کثير من المعوقات, والمشکلات التي تُواجه الطالب, لتتحقق الغاية المرجوة من العملية التعليمية .
2    _ تبصير الطالب بحقوقه وواجباته تجاه نفسه, ومعلمه, ورفقاءه, ومجتمعه, وولي الأمر, والوطن .
3    - إظهار مدى عناية الإسلام بالعلم والعلماء,بتنظيم الحقوق والواجبات بين طالب لعلم ومن حوله.
4    - التوصل إلى وضع لائحة طلابية متکاملة مؤصَّلة مبنية على واقع من منهج النبوة  .
 
الدراسات السابقة
طَرقَ موضوعَ البحث العديدُ من الباحثين من جوانب مُتعَدِّدة, وما وُجد من الدراسات السابقة يلاحظ عليها ما يلي:

·          أنها لم تهتم أو تُعنى بالدِّراسة التأصِيلِيَّة المتَخصصة المبنية على واقع السنة النبوية  المحتج بها لحقوق الطالب وواجباته
·           لم تجمع الدراسات  بين (الحقوق والواجبات)للطالب إلا ما جاء في بعض اللوائح الطلابية لبعض الجامعات فنجدُ بعض الدراسات جمعت بعض الآداب والأخلاق لطالب العلم تجاه مُعلمه فقط ونجد أخرى جمعت  أخلاق وواجبات المعلم تجاه المتعلم .
·          لا توجد دراسات عرضت موضوع البحث بطريقة حدَّدَت الحقوق والواجبات تجاه النَّفس, والأقران, والمعلم , والمجتمع, وولي الأمر, والوطن .
·          لا توجد دراسات علمية مُتخصِّصَة جمعت لائحة طلابية متکاملة بُنيت على واقع من السنة النبوية حتى زمن کتابة هذه السطور.

 من هذه الدراسات والمراجع :
1-   کتاب  أخلاق العلماء . لأبي بکر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجُرِّيُّ البغدادي (المتوفى: 360هـ)
2- کتاب " آداب العلماء والمتعلمين " للحسين بن المنصور بالله القاسم بن محمد اليمني (المتوفى: 1050هـ)
3- کتاب " الأخلاق الزکية في آداب الطالب المرضية " . لأحمد بن يوسف بن محمد الأهدل. ( معاصر)
4– کتاب " أدب المتعلم تجاه المعلم في تاريخنا" العلمي لـ د/عبد الحکيمالأنيس . ( معاصر)
5- کتاب " حلية طالب العلم " لبکر بن عبد الله أبو زيد. ( معاصر)
6 -طالب العلم بين أمانة التحمل ومسؤولية الأداء .المؤلف: محمد بن خليفة بن علي التميمي ( معاصر )

خطة البحث
اُشتمل البحث عَلَى مُقدِّمَةٍ وخمسة مباحث, وخَاتِمَةٍ, فأما المُقدمة فاشتملت على بيان أهمية البحث, وأهدافه, والدراسات السابقة, ومنهجه, ثم جاء المباحث مقسمة على النحو التالي :
المبحث الأول : الحقوق و الواجبات للطالب تجاه نفسه مستخرجاً من السُنَّة النبوية . وهو في مطلبين :
المطلب الأول :الحقوق والواجبات (الغير أکاديمية)للطالب تجاه نفسه.
المطلب الثاني :الحقوق والواجبات ( الأکاديمية )للطالب تجاه نفسه.
المبحث الثاني:الحقوق والواجبات للطالب على مُعلمه مستخرجاً من السُنَّة النبوية وهو في مطلبين :
المطلب الأول : حق الطالب على معلمه .
المطلب الثاني : واجب الطالب تجاه معلميه.
المبحث الثالث: حق الطالب وواجباته على رفقاءه مستخرجاً من السنة النبوية وهو في مطلبين :
المطلب الأول :الحقوق والواجبات للرفيق, في الأخلاق والسجايا .
المطلب الثاني :الحقوق والواجبات للرفيق, في الآداب والفعال .
المبحث الرابع : حق الطالب على ولي الأمر وواجباته مستخرجاً من السنة النبوية وهو في مطلبين :
المطلب الأول : حق الطالب على ولي الأمر.
المطلب الثاني : واجب الطالب تجاه ولي الأمر .
المبحث الخامس : واجب الطالب تجاه مجتمعه ووطنه مستخرجاً من السنة النبوية, وهو في مطلبين :
المطلب الأول : حق الطالب وواجبه تجاه مجتمعه .
المطلب الثاني : حق الطالب وواجبه تجاه وطنه .
ثم الخاتمة:وتشتمل على :
(أ ) اللائحة الطلابية المستخرجة من السنة النبوية .
(ب)  نتائج البحث وأهم التوصيات .
(ت) الفهارس العلمية التي تُيسر الاستفادَةَ من البحث .
 منهج البحث
يمکن لنا التعرف على منهج البحث من خلال النقاط التالية :

·   اتبعت في کتابة البحث المنهج التوثيقي الاستقرائي .
·   بدأت المباحث ببيان حقِّ الطالب واجباته على نفسه, ثم معلمه, ثم رفقائه, ثم ولي الأمر, ثم الوطن, والمجتمع, وهي البيئة المحيطة والتي يتفاعل معها الطالب, وتؤثر فيه, ثم ذکرت الخاتمة واشتملت على اللائحة الطلابية المؤصَّلة من واقع السنة النبوية, ونتائج البحث, والفهارس العلمية التي تُيسر الاستفادَةَ من البحث کما سبق بيانه.
·   أعنون بالمبحث أولاً ثم المطلب ثم أُتبعه ببيان الحق أو الواجب مُتبعاً العرض الإستقرائي, مسلسلاً هذه الحقوق أو الواجبات في نقاط .
·   أؤَصِّلُ لکل حق أو واجب من خلال الآيات القرآنية, وأقوال المفسرين, وبما احتج به من السنة, مستبعداً الاستدلال بالحديث الضعيف أو الموضوع , ثم أذکر ما يناسب المقام من أقوال الحکماء والشعراء, إن تيسر لي .
·   أقوم بعزو الآيات القرآنية إلى سورها, والأحاديث, والآثار إلى مصادرها من کتب السنة المعتمدة, وبيان مواطنها.
·   أُبين درجة کل حديث بعزوه إلى الصحيحين أو أحدهما أو أسوق حُکمَ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْ عُلَمَاءِ الحديث, والمحققين.
·   إذا قلتُ في التَّخريج: أخرجه البخاري, ففي الصحيح, وأبي داود ففي السنن, وکذا الترمذي, والنسائي ففي المجتبى, وابن ماجه ففي السنن أيضاً, وإذا کان مُخَرَّجَاً في غيرها من مصنفات(أصحاب الکتب الستة) نصصت على ذلک فأقول مثلاً أخرجه البخاري في التاريخ الکبير , وأبو داود في المراسيل ... الخ .
·   أذکر في المصادر المرتبة على الکتب والأبواب الفقهية, الکتاب ثم الباب ثم رقم الحديث ثم رقم الجزء والصفحة أما المسانيد فأذکر رقم الحديث ثم رقم الجزء والصفحة, وکتب التراجم أذکر رقم الترجمة ثم رقم الجزء والصفحة.
·   إذا کان هناک نقلٌ من مصدر مُعين أُبينُ موطنَهُ في المصدر بادئاً النَّقل من أو الفقرة ناهياً لها بقوسين هکذا(" ")
·   أبينُ الکلمات الغَريبة من خِلال کُتُبِ الغريب والشروح الواردة بالبحث .
·   استعملت الأقواس المتعددة لتمييز النقول([]) للآيات و ([..]) لبيان اسم السورة ورقم الآية و(«») للأحاديث والآثار و ("  ") لأقوال العلماء .

 
 

الكلمات الرئيسية